تحليل نتائج بطولة مستر اوليمبيا خاص من الولايات المتحده الامريكيه
البطولة المنتظرة والأكثر أهمية على مدى السبع سنوات السابقة لأنها من أول جهة شهدت تقدم كبير في الاهتمام الإداري بحيث تم نقل البطولة لمسرح أفخم فنادق المدينة وكذلك تم زيادة الميزانية المخصصة للجوائز كما أن هذه البطولة بالذات تم دعمها بشكل كبير جدا من قبل شركات المكملات الغذائية.
بطولة مستر أولومبيا 2005 كانت بمثابة التحدي لحامل هذا اللقب لمدة 7 سنوات على التوالي روني كولمان. كان هم روني كولمان الوحيد هو جاي كتلر منافسه الوحيد لمدة ثلاث سنوات على التوالي…ومع ذلك فإن روني كولمان هو البطل الأكثر تكتما والذي يحمل مفاجئات دائمة…منذ بضعة شهور كان قد تحدث عن مفاجأة ستحدث وهي مستوي جديد أكثر تنشيفا من سنة 2004 ولكن بكتلة عضلية أكبر من التي ظهر بها سنة 2003 فالرجل يعرف أين نقاط قوته وهو يعمل عليها.
روني كولمان البالغ من العمر 42 سنة هو بطل العالم الأكبر سنا، يبلغ من الطول 185سم ولديه ولدان أحدهما عمره 20 والآخر يبلغ من العمر19 سنة، عمله الوحيد وشغله الشاغل هو تحطيم الرقم القياسي السابق وأن يكون الرجل الأول في العالم الذي قد يحمل هذا اللقب أكثر من 8 مرات على التوالي، فهو في سباق مع الزمن، وسباق مع العمر، وسباق مع الأبطال.
بطولة روني كولمان لا تنبثق من رغبة في الوصول ولكنها في الحقيقة نتيجة عدة عوامل أولها الإيمان، فالرجل يؤمن بأن الله خلقه لهذا الأمر فهو يضع هذا اللقب هدفه الوحيد من الحياة ورسالته التي يسعى لتحقيقها. الرجل يحمل بنية جسدية عالية الجودة أو كما يسميها هو (ناضجة) فهو يتمتع بوراثة ممتازة تميزه بحجم صدر ضخم جدا يفوق أي منافس.
قام بن فيدر بعد تنظيم وتجديد مكان ومستوى مستر اولومبيا 2005 بإرسال دعوة خاصة للبطل الروسي ألكسندر فيديروف البالغ من العمر 27 سنة والذي يحمل عليه كتلة عضلية بوزن 150 كجم… الأخير لا يتكلم الإنكليزية ولا يتمتع بمعرفة الطرق التي يستخدمها الأبطال في الولايات المتحدة المختلفة فلو لاحظنا أن كل حاملي لقب مستر أولومبيا هم أشخاص كانوا يقيموا ويتدربوا في الولايات المتحدة لتوفر طرائق احترافية كثيرة هناك…فببساطة ألكسندر لم يستطع أن يتعامل مع الأبطال فخرج بالترتيب 16 مكرر!
البطل جاي كتلر البالغ من العمر 33 سنة هو صاحب القطب الثاني في البطولة فجميع الأبطال كانوا منقسمين لقطبين، الفريق الأول مع كولمان والآخر مع كتلر .
وكان كتلر واثقا يتكلم من منطلق قوة وكان يبدو انه يعي ما يقول وأنه سيحصل على البطولة فهو كان يكرر ( سوف تروا أن هذه السن هي سنة جاي كتلر، أنا قد دعمت وحسنت كل الأماكن التي يعتقد كولمان أنه مسيطر عليها وأنا خضعت للعلاج العضلي في لوس أنجلوس …الخ)
جنتر من ألمانيا كان من أكثر الأشخاص المسلط عليهم الأضواء ولم تتركه الابتسامات أبدا.
باديل كان أكثر الحاضرين تواضعا ربما لأنه الأقل خبرة فهو كان يعرض دون دهن أو سبب.
كانت لجنة التحكيم من نخبة الحكام الدوليين والتي اتخذت قرارها المبدئي في أحداث العرض السري الذي سمح لنا بحضوره ومن الحكام كان الكابتن سمير بنوت والكابتن محمد بنوت والكابتن ناصر السنباطي والكابتن دوريان يتس والكابتن فليكس هويلر والبطل تريبل أتش الذي قدم البطولة من أولها والكابتن شون راي والعديد من الأبطال السابقين وطبعا لم يكونوا الأعضاء الأساسيين للجنة التحكيم إلا أنهم كانوا يتمتعوا مجتمعين بنسبة 25% من الرأي.
غاب عن العرض السري أرنولد وسلفستر ستالون وجو فيدر .
العرض السري لم يتم فيه أي فوضة بسبب عدم وجود الأشخاص المسببين للفوضة والصراخ فكان يتمتع بالذهول للمفاجئة والترقب للمفاجئات الأخر.
تأهل للبطولة 21 بطل من مختلف أنحاء العالم وشارك منهم 20 من المتأهلين ولم يغيب عنها سوى البطل العربي الكابتن أحمد حيدر والذي كان في لبنان منذ فترة وجيزة لأسباب عائلية وحيث لم يحضر البطولة مع أن كل الأنظار كانت تعتقد أنه صاحب الترتيب السادس أو السابع! ببساطة كانت الإشاعة التي نتجت عن معلومات تسربت من معمل الإختبارات عن الكشف عن وجود نسبة عالية من التستسترون في عينة دم الكابتن أحمد حيدر وذلك بعد إعادة الكشف ثلاث مرات والحصول على نفس النتيجة.
الكابتن ناصر السنباطي كان أكثر الأشخاص المهتمين والمشجعين لجاي كتلر…سألنا البطل العالمي ناصر السنباطي عن سر عدم مشاركته في البطولة مع أنه تحصل على دعوة للمشاركة منذ أكثر من خمس شهور وحيث ذكر في مقابلة وقتها بأنه سيأخذ البطولة هذه السنة وأنه بدأ التجهيز إلا أنه خضع بتاريخ 14 يوليو 2005 لعملية زرع للكبد إثر تفاقم تليف في الكبد فبسبب هذه الوعكة الصحية قرر الكابتن ناصر السنباطي أن يعتزل المسرح.
البطل العربي العالمي مصطفى محمد كان ملحوظ التقدم حيث تحصل على الترتيب العاشر الشيء الذي يرفع رأس الأردن والعرب جميعا عاليا فهذه سابقة لهذا البطل وكان من الملحوظ تحسن شديد في الأداء على طريقة الكابتن سمير بنوت الذي أخبرنا في مقابلة معه أنه جهز البطل مصطفى محمد حتى آخر لحظة و وفاءا لهذا الترتيب كان طريقة عرض مصطفى محمد هي تطبيق عملي لطريقة عرض الكابتن سمير بنوت.
في الحقيقة البطولة كانت جميلة جدا وعلى أعلى مستوى وغير مسبوقة وإنه من الإجحاف أن لا نذكر عنها كل التفاصيل إلا أنه لعدم الإطالة سأركز على البطلين روني كولمان وجاي كتلر.
جاي كتلر قد حسن فعلا الكثير من مناطق ضعفه فهو لو ظهر السنة الماضية بهذا المستوى لأخذ اللقب حتما ولكنه لم يحسب حساب التقدم الذي أحدثه روني كولمان فكان واثق من نفسه إلا أنه على المسرح قد تفاجئ بما لم يتوقعه الشيء الذي هز ثقة كتلر بنفسه فطلب توقيف العرض مرتين مرة في وضعية عرض منتصف الجسم والأخرى في وضعية جمع الجسم…حيث توقف عن العرض في المرة الأولى خمس دقائق وفي الثانية دقيقتين ومن الجدير بالذكر أنه التحسن الذي أظهره جاي كتلر في أعلى الظهر والأفخاذ الخلفية و الأمامية كانت تحفة حقيقية.
التصوير كان ممتاز في أورلينز فهو يسمح لك من أي مكان تجلس فيه أن تحصل على صور عالية الجودة.
لقد طلبت لجنة التحكيم 3 مرات إعادة عرض وضعية الظهر العلوي كما طلبت إعادة عرض وضع الجمع مرتين وذلك بسبب التقارب الشديد بالمستوى بين البطلين.
مع علم الجميع بمدى كبرياء روني كولمان الذي كان بطريقة ما يقلل من شأن كتلر أمام الجمهور الذي تعدى 600 متفرج أجنبي… في نفس الوقت كان كتلر يعرض وينظر في روني مما أربكه وجعله أقل تركيزا خصوصا في وضعية ضم الظهر.
الوضعية التي لطالما كسبها روني كولمان بالوراثة هي وضعية الصدر بجانبيه فروني يتمتع بصدر كبير وطويل وبه من التضاريس ما لا يخفى عليكم وهذا السبب الذي يجعل من بطنه صغيرة الحجم بعكس كتلر الذي يتمتع ببطن كبيرة وجميلة إلا أنها قليلة التنشيف والذي ظهر في وضعية الترايسبس والتي لاحظها الجميع من قلة تنشيف في المنطقة الجانبية للبطن.
فلذلك كان صدر كتلر أعلى من كولمان وبنفس الوقت أصغر وهذه هي المشكلة. من جهة أخرى ظهر كتلر بعرض أكتاف أكبر من السنة الماضية وأكبر من كولمان حتى.!
تغلب روني كولمان على جاي كتلر بعضلة الصدر و جمع الظهر والفخذ الأمامي وتعادلا في عضلات الفخذ الخلفي والظهر العلوي بينما تغلب كتلر على كولمان بعضلة الأكتاف والبطات مع الفخذ الخلفي.
الجدير بالذكر أن روني كولمان لم يكن قد جهز أن يقيم أي حركات مباشرة لكتلر خلال العرض… إلا أن جاي كتلر وفي فترة العرض الحر قام بلمس فخذ روني الأمامي والمسح عليه بنظرة إعجاب الأمر الذي أربك كولمان ولكنه سرعان ما سيطر على الموقف فأعاد الحركة نفسها لكتلر. في الوضع الطبيعي وقبل ذكر النتيجة كان روني يرفع رأسه بتكبر شديد على جاي كتلر… وبعد الإعلان عن فوز كولمان سقط الرجل بوضع كالساجد وكنا كلنا نعتقد أنه كان يعرض لنا وضع كوضع القط أو ما شابه إلا أنه بعد أن قام رأينا دموعه وكان متأثرا باكيا أكثر من السنة الماضية…تصافح كتلر وكولمان وألبس روني الميدالية ورفع كل من بن فيدر وجو فيدر يداه وكان من المتفق عليه أن يلبس روني زي الملك الذي ظهر به والصولجان بيده.
ثم تم تكريم كتلر والخمسة عشر الأوائل والتي ذكرهم الموقع مسبقا.
كان معنا في غرفة المراقبة فليكس هويلر وناصر السنباطي وفي الغرفة الأخرى التقينا بدوريان يتس والذي كانت آرائهم كالتالي:
الكابتن ناصر السنباطي: أعتقد أنها نكسة لجاي كتلر ولكنها ستقويه فهو حامل اللقب السنة القادمة ولن يستطيع كولمان أن يعيد الكرة السنة القادمة.
البطل فليكس هويلر: وكان يبكي متأثرا بحركة روني كولمان وقال هذا يوم صدق يأخذ كل واحد فيه ما يستحقه . والجدير بالذكر أن فليكس هويلر فقد كتلته العضلية كليا فهو الآن أقل من وزنه المثالي فلا يتجاوز وزنه 70 كجم!
الكابتن دوريان يتس: لم أستبعد هذه النتيجة وأتمنى لهذا الرجل الاستمرار وتحطيم الأرقام التي سبقته.
الكابتن سمير بنوت: روني كولمان شخص يستحق اللقب فهو رجل فوق الأربعين وأنا أفهم معنى ذلك أكثر من أي أحد آخر.
الكابتن محمد فتحي: روني كولمان تفوق على كتلر بشكل غير متوقع فلا منافس له على الساحة السنة القادمة.
وأنا أعتقد أن روني كولمان فعلا هو البطل الحقيقي لهذا اللقب وأتمنى له أن يتغلب على لي هاني بأن يحصل على البطولة التاسعة السنة القادمة وأن يكون الرجل الأول في العالم.
الإثنين يونيو 18, 2007 12:34 pm